تعتبر مهارات القيادة وإدارة الوقت بشكلٍ فعال من الأمور الحاسمة لضمان الإنتاجية في المهن القانونية، فمهارات القيادة الفعالة ضرورية بشكل كبير للمستشارين القانونيين. فالمستشار القانوني صاحب الشخصية القيادية قادر دائماً على التواصل بشكل فعال، وغالباً ما يكون صادقاً وجديراً بثقة زملائه ومرؤسيه، كما يتمتع بالقدرة على اتخاذ قرارات صائبة وحل ما يواجهه وفريقه من مشكلات، بالإضافة إلى قدرته على بناء فريق عمل قوي. ويستطيع المستشار القانوني تطوير مهارات القيادة الخاصة به من خلال تولي مسؤوليات القيادة، والمشاركة في التطوير المهني، وقراءة الكتب والمقالات عن القيادة، والاهتمام بنصائح وتعليقات الآخرين من ذوي الخبرة والكفاءة
وفيما يتعلق بمهارات إدارة الوقت، تكمن أهمية إدارة الوقت في أن العمل في المجال القانوني يسيرغالباً وفق جداول زمنية صارمة، فتفويت المواعيد النهائية يمكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة على القضية. مما يجعل من الضروري على المحامين والمستشاريين القانونيين تحديد أولوياتهم وترتيب مهامهم وتخصيص وقتهم بشكل فعال لضمان الوفاء بجميع المواعيد النهائية وتقديم خدمات قانونية عالية الجودة لعملائهم ومؤسساتهم. لما يترتب على الفشل في ذلك من الإضرار بالمصالح، وخسارة القضايا، وإتلاف سمعة المؤسسة. ولذلك، يجب أن تكون إدارة الوقت أولوية قصوى لأي ممارس قانوني.
لذلك يجب على المستشارين القانونيين إدارة وقتهم بشكل فعال من خلال تحديد الأولويات بوضوح، وإنشاء جدول زمني منظم ومحدد، وتفويض بعض المهام إلى زملاء العمل ما أمكن، وأخذ فترات راحة منتظمة، وتجنب إضاعة الوقت، ورفض الطلبات التي لا تمثل أولوية، والعناية بأنفسهم ذهنياً وبدنياً. ومن خلال اتباع هذه النصائح وغيرها، يمكن للمستشارين القانونيين تحقيق أهدافهم مما يجعلهم أكثر نجاحًا وتميزاً في مجالهم
- وفي ضوء ما سبق، نتناول في هذا المقال الأفكار التالية بشئ من التفصيل:
- أولاً: تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
- ثانياً: تحديد الأولويات وتنظيم المهام.
- ثالثاً: القدرة على العمل تحت ضغط وإدارة المشاريع القانونية.
- رابعاً: قيادة الفريق وتوجيهه نحو تحقيق الأهداف المشتركة
الشهادة المهنية في الإستشارات القانونية - برنامج تدريبي متخصص للمستشارين القانونيين والعاملين في الإدرات القانونية سجل الان
أولاً: تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
التوازن بين العمل والحياة الشخصية (Work-Life Balance)، هو مصطلح معروف على المستوى المهني والوظيفي. ويعد أمر بديهي، إذ لا يمكن تصور أن يستطيع أي فرد العمل بشغف وفعالية وتقديم أفضل ما لديه وزيادة إنتاجيته ما لم تكن لديه القدرة على تحقيق التوازن بين عمله وحياته الشخصية. وبالنسبة لمجال عمل مهم وذا مسئوليات كبيرة مثل المجال القانوني، لابد من وجود توازن بين العمل والحياة الشخصية. وذلك من خلال قدرة المستشار القانوني على تلبية التزاماته العملية والعائلية، بالإضافة إلى المسؤوليات والأنشطة غير العملية خارج ساعات العمل. وتكمن الصعوبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية في حقيقة أن تحقيق التوازن لا يتمثل في إعطاء وقت متساوٍ لكل هذه المجالات، بل في القدرة على تخصيص الوقت والجهد والفكر بما يكفي حتى يشعر الفرد بالرضا عن نفسه وعن عمله
وفقًا لنقابة المحامين الأمريكية، يقضي المستشاريين القانونيين والمحامين ما يزيد عن 50 ساعة في الأسبوع في العمل. وهذا يعني أنهم يقضون ما يقرب من نصف ساعات استيقاظهم في المكتب. على الرغم من أنهم يحصلون على متوسط أجور أعلى من المهن الأخرى، يعاني المحامون أيضًا من مستويات عالية من الإرهاق والإنهاك. مما قد يؤثر على جودة العمل والإنتاجية.
وقد يكون تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية أمراً صعباً، لكنه ضروري. وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد على تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
· تحديد الأولويات والأهداف: من خلال تحديد أهداف قابلة للتحقيق، ووضع قائمة مهام وتحليلها، واستبعاد المهام غير ذات الأهمية أو وضعها في نهاية القائمة، قد يتمكن المستشار القانوني من زيادة إنتاجيته وتوفير المزيد من الوقت.
· وضع الحدود: من المهم وضع حدود بين العمل والوقت الشخصي. هذا يعني عدم التحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل أو تلقي مكالمات العمل خارج ساعات العمل الرسمية، والعكس صحيح.
· أخذ فترات راحة منتظمة: من المهم أخذ فترات راحة منتظمة خلال اليوم لتجنب الإرهاق، وتجنب الجلوس لساعات طويلة، وكذلك الجلوس في مكان جيد التهوية ومحاولة تصفية الذهن.
- · تخصيص وقت لممارسة الأنشطة الشخصية: تحديد وقت يومي لممارسة الأنشطة الخاصة، مثل قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء أو القراءة أو ممارسة الرياضة، يساعد كثيراً في تجديد الطاقة والشغف مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية العمل ورفع كفاءته وجودته.
ثانياً: تحديد الأولويات وتنظيم المهام
يعد تحديد الأولويات وتنظيم المهام مهارة ذات أهمية كبيرة للمستشار القانوني لإدارة عمله بشكل فعال. فمن الضروري تحديد مدى إلحاح وأهمية كل مهمة. وينبغي إيلاء الأولوية القصوى للمهام العاجلة التي تتطلب اهتماماً فورياً. كما يجب إعطاء الأولوية للمهام التي تساهم في تحقيق الأهداف طويلة المدى للمؤسسة أوالعميل. بمجرد تحديد الأولويات، من المفيد إنشاء قائمة مهام وجدولة المهام بناء على مستوى أولويتها. يمكن أن يساعد استخدام التقويم أو برنامج إدارة المهام في تتبع المواعيد النهائية وضمان إكمال المهام في الوقت المناسب. من المهم أيضا مراجعة الأولويات وتعديلها بانتظام مع ظهور مهام جديدة أو تغير الظروف. ومن خلال تحديد الأولويات وتنظيم المهام، يمكن للمستشار القانوني إدارة أعباء وظيفته والقيام بها بكفاءة وضمان الوفاء بالزاماته المهنية في الوقت المحدد[
ثالثاً: القدرة على العمل تحت ضغط وإدارة المشاريع القانونية
قد يكون العمل تحت الضغط خلال إدارة المشاريع القانونية أمراً ليس سهلاً بالنسبة للمستشار القانوني، ولكنه جزء أساسي من الوظيفة لتعدد المسائل القانونية التي ينظر فيها وكذلك تعدد العملاء الذين يتعامل معهم. فغالبا ما يتم تكليف المستشار القانوني بمعالجة المسائل القانونية المعقدة والوفاء بالمواعيد النهائية الضيقة، مما قد يؤدي إلى الكثير من ضغط العمل. وهنا يأتي دور مهارات إدارة المشاريع لضمان أن يتم الانتهاء من المشاريع القانونية في الوقت المحدد وبشكلٍ جيد يُرضي المؤسسة والعملاء. يجب أن يكون المستشار القانوني قادراً على تحديد أولوياته فيما يتعلق بالمهام والمسؤوليات وأن يكون قادراً على التواصل بشكلٍ فعال مع أعضاء الفريق لضمان إكمال المشاريع القانونية بنجاح وفي الوقت المحدد. كذلك يجب أن يتحلى بالقدرة على التزام الهدوء والتركيز تحت الضغط، والتكيف مع التغيرات غير المتوقعة، واتخاذ قرارات سريعة عند الضرورة. إلى جانب الإدارة الفعالة للوقت، والاهتمام بالتفاصيل للحيلولة دون وقوع أخطاء. وفيما يلي بعض النصائح لزيادة فعالية إدارة المشاريع القانونية أثناء ضغط العمل:
· التخطيط: يتيح التخطيط رؤية الموقف من منظور واسع، مما يساعد المستشار القانوني على فهم وتحديد ما هو مهم بالفعل. للعمل بشكل أفضل تحت الضغط، يمكن استغلال القليل من الوقت في تحديد ما قد ينشأ من مشكلات أثناء تنفيذ المهام والحلول الممكنة التي يمكن اللجوء لها، وذلك قبل البدء في تنفيذها. كذلك الحفاظ على سلوك هادئ عندما تتغير التوقعات أولا تسير الأمور كما هو مخطط لها
· إعادة تنظيم المهام وتقسيمها لتكييفها مع الوضع القائم: وذلك من خلال وضع ما يمكن الاستعانة به من مصادر خارجية أو أحد أعضاء فريق العمل في الاعتبار وضبط إطار التفكير وتغيير الأولويات بسرعة دون الشعور بالارتباك
· القدرة على التكيف: ويتمثل ذلك في قدرة المستشار القانوني علي التركيز على ما يجب القيام به فلا يغفل أبداً عن الهدف النهائي. وأن يتحلى بالمرونة والتكيف مع ما يستجد من تغيرات
رابعاً: قيادة الفريق وتوجيهه نحو تحقيق الأهداف المشتركة
قيادة الفريق هي أحد أهم جوانب دور المستشار القانوني، لما ينطوي عليه هذا الجانب من إدارة مجموعة من المهنيين لتحقيق هدف مشترك. وتتطلب قيادة الفريق الناجح مزيجاً من المهارات الشخصية والتنظيمية، فضلاً عن فهم عميق للعمليات والإجراءات القانونية، لذا يجب أن يكون المستشار القانوني قادراً على إلهام وتحفيز أعضاء الفريق، وتقديم التوجيه والدعم، والتأكد من أن الجميع يعملون نحو تحقيق نفس الأهداف[1]. تتطلب القيادة الفعالة للفريق مهارات اتصال قوية، والقدرة على تفويض ونقل المهام بين أعضاء الفريق بفعالية ، والاستعداد للاستماع إلى أفكار أعضاء الفريق وتعليقاتهم[2]. كما يجب أن يكون المستشار القانوني قادراً على تقديم النقد البناء لمساعدة أعضاء الفريق على تحسين أدائهم. وأن يكون قدوة يحتذى بها، وأن يُظهر الاحتراف والنزاهة والالتزام بتحقيق نتائج عالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون المستشار القانوني قادرا على تعزيز بيئة عمل إيجابية وتعاونية من خلال إدارة الخلافات وحل المشكلات التي قد تنشأ داخل الفريق[3].
خاتمة
إن توافر كلاً من المهارات القيادية والإدارية لهو أمر بالغ الأهمية للنجاح كمستشار قانوني. حيث تسمح المهارات القيادية للمستشارين القانونيين بإلهام وتحفيز فريقهم واتخاذ قرارات فعالة والتواصل الفعال مع العملاء. وتتضمن هذه المهارات الذكاء العاطفي والتفكير الاستراتيجي والقدرة على بناء العلاقات والحفاظ عليها. بالإضافة إلى ذلك، تشمل مهارات القيادة القدرة على فهم احتياجات الفريق والتكيف معها، ونقل المهام بين أعضاء الفريق بفعالية، وإدارة ما قد ينشأ من خلافات داخل الفريق.
من ناحية أخرى، فإن المهارات الإدارية مهمة بنفس القدر للمستشارين القانونيين. تتضمن هذه المهارات القدرة على تخطيط المهام وتنظيمها وتنفيذها بفعالية. يحتاج المستشارون القانونيون إلى إدارة وقتهم وتحديد أولويات المهام للوفاء بالمواعيد النهائية. كما أنه من المهم أن تتوافر لديهم مهارات تحليلية قوية لتحليل القضايا القانونية المعقدة وإيجاد حلول فعالة. علاوة على ذلك، يحتاج المستشارون القانونيون إلى مهارات اتصال ممتازة لنقل المفاهيم القانونية والمشورة للعملاء وزملاء العمل بطريقة واضحة وموجزة. وبشكلٍ عام، يعد الجمع بين المهارات القيادية والإدارية أمراً ضروريا للمستشاريين القانونيين للنجاح في أداء المهام المنوطة بهم بشكلٍ فعال.
الشهادة المهنية في الإستشارات القانونية - برنامج تدريبي متخصص للمستشارين القانونيين والعاملين في الإدرات القانونية سجل الان