في ظل التطورات السريعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، أصبح من الضروري توحيد المصطلحات التقنية وتوفير مراجع لغوية دقيقة تسهم في تعزيز المحتوى العربي. ومن هذا المنطلق، أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية (معجم البيانات والذكاء الاصطناعي (إنجليزي – عربي)، ليكون مرجعًا شاملًا يجمع أهم المصطلحات التقنية المتداولة في هذا المجال.
وقد شارك في إعداد المعجم نخبة من الخبراء والمختصين في كل من مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، وكذلك في الترجمة والتعريب لضمان دقة المصطلحات وسلامتها اللغوية.
أهداف المعجم
يهدف المعجم إلى تحقيق عدة غايات رئيسية، منها:
- توحيد المصطلحات التقنية: تقديم تعريفات دقيقة وموحدة للمصطلحات المتداولة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
- تعزيز المحتوى العربي: المساهمة في إثراء اللغة العربية بالمصطلحات الحديثة بطريقة علمية موثوقة.
- توفير مرجع للباحثين والممارسين: دعم الباحثين، الأكاديميين، والإعلاميين بمصدر موثوق يسهل عليهم الوصول إلى المصطلحات الصحيحة.
- تقليل الفجوة اللغوية في المجال التقني: معالجة مشكلة ضعف الترجمة العربية للمصطلحات التقنية، والتي غالبًا ما تكون غير دقيقة أو غير موحدة.
منهجية إعداد المعجم
تم إعداد المعجم وفق منهجية علمية دقيقة مرت بأربع مراحل رئيسية:
- جمع المصطلحات وتعريفاتها: تم استقاء المصطلحات من أكثر من 20 مصدرًا موثوقًا، تشمل المراجع الأكاديمية، المعايير الصناعية، والمصادر التقنية المتخصصة.
- ترجمة المصطلحات وتعريفاتها: تمت مراجعة الترجمات لضمان دقة المصطلحات، مع تجنب الترجمة الحرفية واعتماد أسلوب واضح وسهل الفهم.
- المراجعة التقنية: شارك خبراء في الذكاء الاصطناعي والبيانات في مراجعة المصطلحات لضمان دقتها العلمية.
- المراجعة اللغوية: تمت مراجعة التعريفات من قبل مختصين في اللغة العربية لضمان سلامة الصياغة ومراعاة القواعد اللغوية.
أهمية المعجم في دعم اللغة العربية في المجال التقني
يعد هذا المعجم خطوة محورية نحو تعزيز استخدام اللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يواجه المحتوى العربي تحديات كبيرة بسبب قلة المصادر الدقيقة والمحدثة. ومن خلال هذا العمل، تسعى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ومجمع الملك سلمان إلى تمكين اللغة العربية من استيعاب التطورات التقنية الحديثة وجعلها لغةً معتمدة في المجالات العلمية والتكنولوجية.
يُعتبر (معجم البيانات والذكاء الاصطناعي) إضافة قيّمة للمكتبة العربية، حيث يوفر مرجعًا موثوقًا يمكن الاعتماد عليه في فهم المصطلحات التقنية الحديثة. ومن المتوقع أن يسهم هذا العمل في تحسين جودة المحتوى العربي، وتعزيز قدرة الباحثين والمختصين على مواكبة التطورات التقنية بلغتهم الأم، مما يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بتطوير مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات ضمن رؤيتها المستقبلية.
