المؤتمر العربي الرابع للتحكيم

أهمية المؤتمر

تتكون صناعة التحكيم من عدة عناصر وهي، التشريعات، والقضاء المساند، ومراكز التحكيم، والمحكمين، فإذا ما تحدثنا عن التشريعات فنجد أنها تضع الأسس القانونية لمنظومة التحكيم، وأن تطور تلك المنظومة مرتبط بتطور فلسفة تلك التشريعات، من هنا يثور التساؤل هل وصلت التشريعات العربية للنضج الكافي أم أنه ما زالت هنا نقاط تستوجب التحسين أو التعديل أو الإضافة.

ومن ناحية أخرى، يلعب القضاء دوراً رئيساً في الترويج للدول كمقر للتحكيم؛ حيث تتباين الاتجاهات القضائية في مسائل التحكيم فمنها الداعم ومنها غير الداعم، والأمر الذي يوجب علينا مناقشة وتحليل مظاهر دعم القضاء العربي للتحكيم، والوقوف على تأثير هذا الدعم على توطين التحكيم في المنطقة العربية.

أما من ناحية مراكز التحكيم، فهناك العديد من مراكز التحكيم الدولية بمنطقتنا العربية، ونشهد خلال الفترة القليلة الماضية اتجاه مراكز التحكيم حول العالم نحو التدخل في العملية التحكيمية بشكل أو بآخر، بعد ما كان يقتصر دورها على حراسة الدعوى التحكيمية فقط، لذلك فما هي مظاهر تدخل مراكز التحكيم في العملية التحكيمية، وأثر ذلك على مستوى جودة عدالة الأحكام الصادرة تحت مظلتها.

وأخيراً، يعتبر المحكم أهم عناصر المنظمة التحكيم، حيث إن جودة العملية التحكيمية يرتبط بشكل أساسي على هيئة التحكيم، والتي تُجب أن تتوافر بها النزاهة والحياد والكفاءة والتخصص، وأن التقصير في حسن اختيار هيئة التحكيم له مخاطر كبيرة لا يمكن تداركها، لذلك يجب على المحكمين صقل خبراتهم وتطويرها بشكل مستمر، هذا فضلا عن وجوب الحفاظ قواعد السلوك الأخلاقي والمهني، لذلك وجب علينا مناقشة الواجبات القانونية والأخلاقية للمحكم، وأثرها على تمكين المحكمين العرب.