كيف تؤثر العلاقات بين المحامين والمحكمين على أحكام التحكيم ٢٠٢٤
2024/08/05

يمتلئ عالم التحكيم الدولي بعلاقات قد تؤثر على السمعة المهنية، فقد تؤدي العلاقة الوثيقة بين مكتب المحاماة والمحكم إلى وقوع مشكلات. وهذا ما حدث في قضية Aiteo Eastern E & P ضد Shell Western Supply & Trading [2024] EWHC 1993 (Comm) والتي صدر الحكم فيها في ١ أغسطس ٢٠٢٤.

وتنشأ القضية عن حكمين تحكيميين (حكم التحكيم الخارجي وحكم التحكيم الداخلي) يتضمنان مطالبات ضد شركة Aiteo ، وهي شركة طاقة نيجيرية، من قبل مقرضين بموجب اتفاقيتي تسهيل، حيث اختار الطرفان في كلا الاتفاقيتين التحكيم وفقاً لقواعد غرفة التجارة الدولية في لندن.

وقد قام المُقرض المعني، ممثلاً بمكتب Freshfields، باختيار السيدة/ إليزابيث جلوستر كمُحكمة في التحكيم الخارجي. وهي قاضية إنجليزية متقاعدة تتمتع بسمعة قوية. وقد كشفت عن تعيينها كمحكم من قبل عملاء مكتب Freshfields مرتين خلال العامين الماضيين. وهو ما لا يعد أمراً استثنائياً.

وقد أصدر المحكمون حكماً جزئياً باختصاصهم وفقاً لرغبة شركة Aiteo. ثم في وقتٍ لاحق، حكموا على Aiteo  بسداد التكاليف وقرروا دمج التحكيم الداخلي بالتحكيم الخارجي. ثم حكموا باختصاصهم بنظر مطالب دعوى التحكيم الداخلي.

وإلى هنا، الأمور اعتيادية. ولكن في نوفمبر 2023، كشفت السيدة/ إليزابيث أنه قبل ذلك ببضعة أسابيع، كُلفت من قبل مكتب Freshfields بتقديم رأي كخبيرة في القانون الإنجليزي لقضية أخرى. ثم، رداً على استفسار من شركةAiteo  حول أي ارتباطات أخرى بمكتب Freshfields، اعترفت بأنها عند تقديم نموذج الإفصاح وقت تعيينها، لم تكشف عن أنه قبل ذلك ببضعة أشهر تم استدعاؤها من قبل Freshfields لتقديم المشورة لأحد عملائه. (وقد أرجعت هذا الإخفاق إلى كاتبها). علاوة على ذلك، خلال التحكيم الخارجي، كلّفها Freshfields بتقديم تقرير خبير في إجراءات قانونية أجنبية في قضية أخرى. وقد ادعت أنها لم يخطر ببالها الإفصاح عن ذلك: (إذا كان ينبغي عليّ فعل ذلك، فلا يسعني إلا أن أعتذر).

وقد يختلف البعض في الرأي، ولكن أعتقد أن هذه كانت قضية واضحة تستدعي الرد. فقد جاءت هذه الإفصاحات الثلاثة متأخرة للغاية، ومن المعلوم من قضية Halliburton v Chubb، التي كانت تٌناقش باستمرار خلال الفترة ذات الصلة، أن عدم الإفصاح بحد ذاته يعتبر سبباً للشك في حياد المحكم.

وقدمت شركة Aiteo  طلباً إلى محكمة غرفة التجارة الدولية لرد السيدة/ إليزابيث. واستجابة المحكمة وحكمت بردها. بعد ذلك، تقدمتAiteo  إلى المحكمة التجارية لإبطال القرارات السابقة الصادرة من هيئة التحكيم. وقد قرر السيد القاضي/ جاكوبس أنه

(أولاً) ليس ملزماً باتباع حكم رد السيدة/ إليزابيث الصادر عن محكمة غرفة التجارة الدولية، ولكن

(ثانياً) المحكمة كانت محقة في ردها، و

(ثالثاً) أنه ينبغي إعادة حكم الاختصاص بالتحكيم الخارجي إلى هيئة التحكيم لإعادة نظره.

وختاماً، فإنه من المرجح أن يكون المكسب الوحيد لشركةAiteo  هو بعض التأخير. فمن الصعب تخيل قيام عضوي هيئة التحكيم اللذين سبق لهما الحكم ضد شركةAiteo  بقلب حكمهما بشأن الاختصاص الآن بعد انضمام محكم جديد إليهما. ولكن ينبغي أن نشعر بالامتنان للرؤية التي تقدمها هذا القضية حول الحقائق الغامضة لعالم غالبًا ما يكون سريًا.

نقلاً عن: بول ماكماهون باحث قانوني خبير في عقود التجارة والقانون التجاري والتحكيم التجاري الدولي

لتحميل الحكم

المؤتمر العربي الخامس للتحكيم

اطلع على مستجدات التحكيم الدولي، خلال فعاليات المؤتمر العربي الخامس للتحكيم، سجل الان