دليل (ICC) لمكافحة الفساد في التحكيم الدولي 2024
2024/12/04

في ظل تزايد القضايا المتعلقة بالفساد في التحكيم الدولي، أصدرت لجنة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية دليلاً يتناول دور (الإشارات السلبية Red Flags) كأداة لتحليل المخاطر واكتشاف الممارسات الفاسدة. وتشكل هذه الأداة جزءًا هامًا من الجهود المبذولة لتعزيز النزاهة في عمليات التحكيم، سواء في النزاعات التجارية أو نزاعات الاستثمار.

تعريف الإشارات السلبية وأنواعها

الإشارات السلبية هي مؤشرات أو ظروف تدل على مخاطر محتملة للفساد، وغالبًا ما ترتبط بممارسات مثل الرشوة أو استغلال النفوذ. ويمكن تصنيفها إلى:

إشارات عامة: ترتبط بسمات غير متغيرة مثل سمعة الدولة أو القطاع.

إِشارات خاصة: تتعلق بأطراف معينة أو تفاصيل معاملات بعينها، مثل الهيكل المؤسسي للطرف المقابل أو طبيعة الدفع المالي.

منهجية التعامل مع الإشارات السلبية

يوصى الدليل باتباع منهجية من 3 خطوات:

1.   التعرف على الإشارات السلبية المحتملة: تحديد الوقائع أو الظروف التي تشير إلى وجود مخاطر فساد.

2.   التحقق من صحة الإشارات السلبية: تقييم مدى مصداقيتها استنادًا إلى الأدلة المتاحة.

3.   تقييم الصورة الكاملة: جمع كل الأدلة والظروف لتكوين حكم موضوعي حول وجود فساد محتمل.

التأثيرات الإجرائية ودور المحكمين

يشير الدليل إلى أهمية مراعاة الإشارات السلبية عند قبول الادعاءات أو الأدلة في قضايا التحكيم، حيث قد تؤدي إلى إعادة توزيع عبء الإثبات أو تعديل معايير الإثبات. يُطلب من المحكمين الموازنة بين واجب الفصل في النزاع وضمان أن تكون قراراتهم قابلة للتنفيذ، مع الالتزام بالحياد وتجنب الإضرار بحقوق الأطراف.

الإشارات الإيجابية ودور الامتثال المؤسسي

بالإضافة إلى الإشارات السلبية، يوصي الدليل بمراعاة (الإِشارات الإيجابية Green Flags) وهي المؤشرات التي تدل على غياب ممارسات الفساد، مثل وجود برامج امتثال فعالة أو تدابير شفافية. يشجع ذلك الشركات على تبني معايير وقائية تقلل من مخاطر الفساد.

الابتكارات الحديثة

يتناول الدليل أيضًا دور الذكاء الاصطناعي في تحليل الإِشارات السلبية، مما يوفر أدوات أكثر دقة وكفاءة للكشف عن الفساد. كما تسلط الضوء على أهمية الامتثال المؤسسي كجزء من الإجراءات الوقائية.


خلاصة القول، تشكل الإشارات السلبية أداة تحليلية حيوية في التحكيم الدولي، تسهم في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد. ومع التطور المستمر في الأدوات والتقنيات، يصبح من الممكن تحقيق توازن أكبر بين العدالة والشفافية في حل النزاعات.