يشجع كتاب "فن الخطابة" لديل كارنيجي القرّاء على تطوير ملكتي الشجاعة والثقة بالنفس، من خلال مساعدتهم على إتقان فن الترافع والإلقاء. وهي أحد الفنون المهمة التي ينبغي للمحامي إيجادتها. ويهدف الكتاب إلى مساعدة القارئ على اكتساب الثقة الضرورية لإتقان فن الترافع. وتعد هذا الكتاب مهماً بشكلٍ خاص للمحامي، إذ يُمكنه من تطوير قدرته في التعبير عن أفكاره وإيصالها بشكلٍ فعال إلى المتلقين. ويتألف الكتاب من 12 فصلًا تركز على الجوانب الأساسية للترافع وكيفية إيجادتها والتميز فيها.
ويركز الفصل الأول على تطوير الشجاعة والثقة بالنفس لتحسين مهارات الترافع. إذ يقدم الكاتب من خلاله أربع نصائح أساسية وهي: أهمية البداية برغبة قوية في تعلم الترافع، ومعرفة الموضوع محل المرافعة حق المعرفة من خلال القراءة والبحث، والتحلي بالثقة أثناء الإلقاء، فالبحث والقراءة في الموضوع ستزيد من ثقة المتحدث وتساعده على إيصال أفكاره بطريقة سليمة وقوية. وأخيراً، ينصح الكاتب القارئ بأن يُكثر من التدرب قبل الإلقاء لكونه العنصر الأساسي لإتقان أي شئ.
ويشرح الكاتب في الفصل الثاني كيفية الاستعداد الجيد للخطاب، فيخبر القارئ بأن الاستعداد الجيد لابد أن يتم بطريقة صحيحة، وذلك من خلال مراجعة موضوع الخطاب بتمعن وتدوين النقاط الهامة التي تهدف إلى إيصالها للمتلقين. ويشمل الاستعداد التفكير والاستدلال، ثم تنقيح الموضوع وتنظيمه في شكل خطاب. أما فيما يتعلق باختيار موضوع الخطاب، فيعرض الكتاب مبادئ عديدة في ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر: اختيار موضوع مثير للاهتمام، والتفكير والتمعن في عناصره بما يكفي، وجمع قدرٍ كافٍ من المعلومات عن الموضوع من مصادر موثوقة، للتحقق من صحة ما يحويه الخطاب من معلومات، ولتأثير ذلك على ثقة وأسلوب الخطيب في الإلقاء.
ويعرض الكاتب في الفصل الثالث تجارب أفضل الخطباء في الاستعداد لخطبهم، فيقرر أنه من أجل أن يبرع الخطيب في تقديم خطابه لابد أن ينطلق من نقطة واضحة، فكثير من الخطباء لا يعد لخطابه بطريقة منظمة وهو ما يجعله يتعثر عند إلقائها. ويرى الكاتب من خلال استعراضه لتجارب أشهر الخطباء، أن الخطاب المميز لابد من بنائه بأسلوب جيد، وأن تكون وقائعه مثيرة و واضحة، وأن يتمتع بالحيوية والتفرد، وذلك من خلال تحديد بدايته ونهايته، وتحديد الحقائق التي يناقشها وتنظيمها وترتيبها.
ويتناول الكاتب في الفصل الرابع كيفية تحسين الذاكرة، فيخبر القارئ بـ"قوانين التذكر الطبيعية" التي تعد الأساس الذي يقوم عليه "جهاز الذاكرة" لدى الإنسان، وهي الانطباع، والتكرار، وترابط الأفكار، ويرشده حول كيفية تحسين ذاكرته من خلال التركيز على هذه العناصر وتنميتها.
وفي الفصل الخامس، يتناول الكاتب العناصر الأساسية للخطاب الناجح وهي ضرورة المثابرة والاستمرار في تطوير الذات، والعمل المستمر، وقرار النجاح، وحتمية المكافأة، وعدم التفكير في الهزيمة، والرغبة في الفوز.
ويتناول الفصل السادس من الكتاب سر الإلقاء الجيد، إذ يعتمد الخطاب الناجح على مدى طبيعية وبساطة الإلقاء دون تصنع، ويعبر الكاتب عن ذلك بقوله "ضع قلبك في خطابك"، إشارة إلى أن الإلقاء الجيد يكمن في طبيعيته وعدم اعتماده على الكلمات المجردة، وذلك من خلال التشديد على الكلمات المهمة، وتغيير طبقات الصوت، وتغيير معدل سرعة الصوت، والتوقف قبل وبعد الأفكار المهمة.
ويناقش الفصل السابع فكرة أن الترافع يعتمد على حضور وشخصية المحامي، وبالتالي لابد من التركيز على الظهور بشكلٍ واثق وجذاب في مواجهة الجمهور، وذلك من خلال الاهتمام بالبحث والتحضير للموضوع وعدم اقتراف الخطأ الشائع بترك التحضير والتخطيط لأخر دقيقة. بالإضافة إلى الاستعداد جسدياً وذهنياً، والاهتمام بأناقة المظهر، فالخطيب المتعب ليس جذاباً. كما يشدد الكاتب على أهمية المحافظة على الاتزان أثناء الإلقاء والحذر من الإيماءات لما قد يكون لها من معانٍ سلبية أثناء الخطاب.
ويتناول الفصل الثامن كيفية افتتاح الخطاب، إذ لابد من الافتتاح بطريقة مثيرة ولافتة للانتباه. كما يرى الكاتب أن الخطيب لابد أن يكون متزناً وأن يحافظ على روح الدعابة ولكن دون تصنع. كما شدد الكاتب على أهمية عدم بدأ الخطاب باعتذار عن التقصير، بل لابد من البدء بشئ مثير للفضول، كالبدء بقصة أو بمثل أوبإلقاء أسئلة جذابة، أو استعراض إحدى الحقائق المذهلة.
ويتناول الكاتب في الفصل التاسع كيفية اختتام الخطاب، ففي الافتتاحية والخاتمة تظهر مدى براعة الخطيب. كما أن الخاتمة هي أكثر النقاط استراتيجية في الخطاب، إذ أن محتواها غالباً ما يعلق بالأذهان. ويستعرض الكاتب في هذا الفصل الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض المبتدئين في ختام خطابهم.
أما في الفصل العاشر، فيتناول الكاتب كيفية توضيح الهدف الأساسي من الخطاب، فيقرر أن للخطاب أربعة أهداف أساسية هي، إيضاح شئ ما، التأثير والإقناع، الحث على التحرك، والتسلية. ويستعرض خلال الفصل كل هدف منها بشئٍ من التفصيل.
ويتناول الكاتب في الفصل الحادي عشر كيفية إثارة اهتمام الجمهور، فيرى أن ذلك يكمن في مناقشة الخطاب لقضايا جديدة تهم الجمهور، بالإضافة إلى تمتع الخطيب بالموضوعية وأن يعتمد على الكلمات الموحية، وأن يبدى اهتمامه الشخصي بالموضوع الذي يلقيه.
وفي الأخير، يتناول الكاتب في الفصل الثاني عشر كيفية تحسين أسلوب الخطيب. فيرى أن لابد للخطيب من التعمق في القراءة والمطالعة، لكي يستفيد من أساليب كبار الكتاب وأمهات الكتب، ولكي يزيد من حصيلته اللغوية ويحسن من قدرته على التعبير.
انضم لمجموعة واتس اب مؤتمر المحاماة ليصلك كل جديد