المستحدث من الفيديك لعقد الانفاق الجديد (عقد الكتاب الزمرد)
2024/02/25

في مسعي مشترك بين كلاً من الاتحاد الدولي للمهندسين والجمعية الدولية للأنفاق والمساحات تحت الأرض. تم إطلاق عقداً جديداً من قبل الفيديك عام 2019 يتعلق بمشاريع الأنفاق والبناء تحت الأرض وجاء هذا العقد نتيجة صعوبة التنبؤ بالظروف الأرضية في مثل هذه المشاريع، فكان حرياً التفكير في كيفية الحفاظ على مبدأ الفيديك الأساسي والمتمثل في توزيع المخاطر بشكل متوازن بين كلاً من الأطراف المتعاقدة.

وكانت نقطة الانطلاقة ترتكز علي على الكتاب الأصفر لعام 2017 كأساس لصياغة الشروط العامة للعقد ولكنها بدت متخلفة عنها فيما يتعلق بتحمل المخاطر أو المخاطر المتعلقة بالظروف المادية تحت الأرض والتي لا يمكن تقييمها بدقة كافية قبل العقد ولا يمكن أيضا أن يتحملها للمقاول كاملة

ومن ثم أطلقت الفيديك دليلاً جديداً لاستخدامه بعد موافقة مجلس إدارة الفيديك تم نشر النسخة المُعدّلة من الفيديك الزمردي في نوفمبر 2023، لتزويد قطاع الهندسة والبناء العالمي بالوثائق المطلوبة في العمل لجعلة أكثر ذكاء وكفاءة وعملية في العقود. الأمر الذي أدي إلى إدخال مزيد من التعديلات والتحسينات لاستخدام العقد بشكل يساعد على الحفاظ على العقد بطريقة ملائمة وسهلة الاستخدام في ظل التطور الملحوظ في الصناعات.

ولمواكبه التطورات الجديدة التي تحدث في مجالات البناء العالمية تحت الأرض، جاءت الشروط لتعكس الأساس الذي يقوم عليه جميع عقود الفيديك. وهو التوزيع المتوازن للمخاطر بين أطراف العقد لتحقيق أقصي نتيجة إيجابية للمشروع بشكل عام وفي عقود الأعمال تحت الأرض بشكل خاص.

وجاء التعديل اخذ في الاعتبار تعليقات مستخدمي تلك العقود من كافة انحاء العالم والمنظمات والمؤسسات المرخصة باتخاذ خطوات في التعديلات لتحديث الوثائق وفق الحاجة.

ومما يميز تنفيذ مشاريع الحفر تحت الأرض:

  • أولا: أن لها طريقة معينة في الحفر ودعم وتمويل الأرض الأمر الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من نجاح المشروع.
  • ثانيا: صعوبة الوصول المادي الي موقع العمل لأنه غالبا ما يكون محدود بمكان معين مقيد بقيود لوجستية وبيئة معينة.  
  • ثالثا: كون الأرض التي سيتم تنفيذ المشروع عليها تنتمي عادة الي طرف ثالث الامر الذي يتطلب استثمارات واسعة.

تقرير خط الأساس الجيوتقني (The Geotechnical Baseline Report).

وتعتبر من أهم محتويات كتاب زمرد المُعدّل هو تقرير خط الأساس الجيوتقني (The Geotechnical Baseline Report). ويمكن تعريفه بأنه المصدر التعاقدي الوحيد لتوزيع المخاطر المتعلقة بالظروف المادية تحت الأرض لكلاً من المقاول ورب العمل. وبنفس القدر من الأهمية بالنسبة للظروف الفيزيائية للأرض.

ومن ثم فإن تقرير GBR قد تناول تفاعل الأرض مع عمليات الحفر والدعم وفقًا لمنهجية البناء المتفق عليها عقديًا. كما أن جميع الظروف المادية أو الفيزيائية تحت السطح والتي لم يتم التطرق إليها في تقرير GBR يجب أن تدرج تحت بند الظروف غير متوقعة.

وبالتالي يمكن القول بأن تخصص المخاطر الناشئة عن الظروف المتوقعة للأرض والعقبات والتفاعل السلبي مع عمليات الحفر والدعم للمقاول، بالإضافة إلى معدلات الإنتاج وتكلفة أداء الأعمال تحت نفس الظروف. وعلى العكس، يُخصص المخاطر الناشئة عن الظروف الفيزيائية غير المتوقعة للأرض والعقبات والتفاعل السلبي مع عمليات الحفر والدعم لرب العمل، الأمر الذي يستدعي معه تمديد الوقت و/أو تعويض التكلفة للمقاول. 

وعليه، يعتمد وقت الانتهاء من الأعمال على الظروف المادية أو الفيزيائية تحت سطح الأرض والتي تتم مواجهتها أثناء التنقيب. ونوضح ذلك من خلال النقط التالية: 

1-  بموجب البند (3-8-13) يجوز للمهندس - نظراَ لتخصيص المخاطر غير المتوقعة لرب العمل- تعديل وقت الإنجاز من خلال تغيير هذه الشروط ضمن الحدود التي يحددها GPR، بقدر ما يؤثر هذا الاختلاف على المسار الحرج للأعمال. وذلك في حالة أن كمية الشروط الأكثر إرهاقا التي تمت مواجهتها أعلى مما هو موضح في GPR، يجب تمديد وقت المشروع، بينما في حالة أن كمية الشروط الأقل إرهاقا أعلى مما هو موضح في GPR، يجب تقليل وقت المشروع.

2-  ووفقا لذلك، يجب أن تشمل مناقصة المقاول معدلات الإنتاج لكل منطقة حفر، بناء على الشروط الموضحة في تقرير GPR. يجب تضمين الكميات المقدرة للحفر والدعم الأرضي والتدابير الإضافية والبطانة، وكذلك معدلات الإنتاج المقابلة في جدول خطوط الأساس (البند الفرعي 8.2.2)، ويجب تضمين الروابط المنطقية المتسلسلة المقابلة في جدول المشروع (البند الفرعي 8.2.1).

3-  وعليه، ستعتمد تكلفة أعمال الحفر والتبطين إلى حد كبير على الظروف الفيزيائية تحت سطح الأرض و/أو التفاعلات الأرضية لمثل هذه الأعمال. وبالتالي تنص هذه الشروط على أن أعمال الحفر والتبطين يجب قياسها ودفع ثمنها باستخدام الأسعار المحددة في كشوف الكميات. وفي ظل هذه الظروف، يكون المقاول هو من يَقيس الكميات التي يتم الاتفاق عليها أو تحديدها من قبل المهندس.

4- وبموجب البند 16-1(ب) والبند 4-8 يجب أن يكون لدي المقاول إمكانية اتخاذ إجراءات معينه مسبقاً وفقاً لخطة إدارة المخاطر المستقبلية لتلافي أية احتمالات مستقبلية تؤثر سلباً على المشروع. ومن ثم يجب دفع جميع الأعمال الأخرى (على سبيل المثال، الأعمال السطحية الإضافية) على أساس مبلغ مقطوع.

5-  ونظراً لطول مدة الأعمال تحت الأرض وارتفاع تكلفة المعدات، فإن جزءاً هاماً من التكلفة التي يتحملها المقاول (مثل انخفاض قيمة المعدات والفوائد عليها والرسوم العامة) مرتبط بالوقت. وبالتالي، فإن تعديل وقت المشروع بسبب الفرق بين الظروف المادية المتفق عليها تعاقدياً والظروف غير المتوقعة تحت الأرض ينبغي أن يؤدي أيضا إلى تعديل أجر المتعاقد عن الرسوم المتعلقة بالوقت. ولذلك ينبغي أن تميز قائمة أو كشوف الكميات الخاصة بأعمال الحفر والتبطين بين بنود الأسعار ذات الصلة بالوقت، وبنود الأسعار ذات الصلة بالكمية، وبنود الأسعار الثابتة لأداء الأعمال (الفقرتان الفرعيتان 13-8-2 و 13-8-3).

ومن ثم نخلص إلى أن جودة وثائق المناقصة التي أعدها صاحب العمل لها تأثير قوي على جودة العقد وعلى نجاح الأعمال تحت الأرض. ويوصي كل من مجلس إدارة الفيديك وهيئة تكنولوجيا المعلومات بأن يستخدم أصحاب العمل عملية اختيار قائمة على الجودة وأن يتم منح الوقت الكافي لمقدمي العروض لإعداد مقترحاتهم. ومن المسلم به أن العديد من أصحاب العمل، وخاصة الوكالات الحكومية، قد يحتاجون إلى شروط تعاقدية خاصة، أو إجراءات معينة، تختلف عن تلك المدرجة في الشروط العامة.


شورى للمحاماة والتحكيم تقدم خدمة مميزة لتصميم وثائق المناقصة في عقود التشييد بشكل يضمن نجاح الأعمال