حققت النسخة الثامنة من أسبوع التحكيم في باريس نجاحاً باهراً. وكانت إحدى أهم فعالياته تلك المتعلقة بمنطقتي وسط وشرق أوروبا (CEE) وآسيا الوسطى (CA)، وذلك استمرارًا للتقاليد الراسخة في تسليط الضوء على منطقة وسط وشرق أوروبا خلال أسبوع باريس للتحكيم. وقد شهد هذا العام ابتكارين مهمين، إذ وُسِّع نطاق المناقشات لتشمل منطقة آسيا الوسطى بالإضافة إلى إدراج منظور جيو-اقتصادي.
وتتلخص أهم المناقشات فيما يلي:
· لقد شهد المشهد الجيو-اقتصادي تحولًا كبيرًا على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية، مع زيادة السياسات المٌقيدة للتجارة بعد فترة من مقاومة الانعزال. إلا أنه بالنظر إلى ترابط الاقتصادات، فلا يشير هذا الانعزال إلى العولمة المضادة. كما يدفع تغير المناخ إلى إعادة تقييم دور الدول في الاقتصاد.
· وفقًا لما ورد عام ٢٠٢٢، شكلت منطقتي أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى نسبة (10.5%) من إجمالي الدعاوى أمام غرفة التجارة الدولية(ICC) . وقد تأثرت العديد من هذه الدعاوى بالعقوبات المفروضة على روسيا، مما أثر على كل من الإجراءات الإدارية (الامتثال، السداد) وموضوع المنازعات (القوة القاهرة).
· وبشأن تمويل التحكيم من الغير، تعد منطقتي وسط وشرق أوروبا وآسيا الوسطى متنوعتين، ولا يزال الوعي بتمويل الغير قيد التطور. وعلى الرغم من التحسينات التي طرأت على الأطر القانونية والمؤسسية، ولكن ظهرت مسألة تنفيذ أحكام التحكيم كإحدى المخاوف الأساسية، مما أدى إلى زيادة طلبات التمويل بسبب تراجع معدلات التنفيذ الطوعي للأحكام.
· وقد شهدت منطقة وسط وشرق أوروبا زيادة كبيرة في الاستثمار بسبب الصراع في أوكرانيا، بينما تباطأ نشاط تسوية المنازعات بين المستثمر والدولة (ISDS)؛ حيث لم يتم رفع أي دعاوى جديدة منذ عام 2022. ويظل هذا الاتجاه الاستثماري غير مستقر وسط عام مليء بالآراء المتباينة. وتقوم دول وسط وشرق أوروبا بمراجعة تدريجية لأكثر من (200) اتفاقية استثمار ثنائية (BITs) لديها، بناءً على تجاربها السابقة.
· كما أن الأحداث الجيوسياسية الراهنة لها تأثير كبير على التحكيم في منطقة وسط وشرق أوروبا؛ إذ أدى نزاع روسيا وأوكرانيا إلى مئات الدعاوى، يرتبط معظمها بالزراعة والنقل، كما يمكن أن تؤدي الاستثمارات الصينية الكبيرة في المنطقة إلى المزيد من النزاعات الجيوسياسية.
· وقد أبرزت المناقشة التطوّر المستمر لمنطقة وسط وشرق أوروبا ومنطقة آسيا الوسطى، مسلطةً الضوء على التحديات التي يفرضها تنوعهما على المستثمرين، كما تناولت دور القيود الجيوسياسية الاقتصادية الراهنة في تعزيز أهمية هاتين المنطقتين.
نقلاً عن: إيوانا نول تيودور (Ioana Knoll-Tudor)
محامية تحكيم دولي، وشريك بشركة أدليشو جودارد (Addleshaw Goddard)، والسكرتير العام لمؤسسة (Paris Arbitration Week(PAW))، ونائب رئيس نادي التحكيم الاسباني برومانيا (Club Espanol de Arbitraje (CEA) Romania
تابع مستجدات التحكيم الدولي
لتصلك أحدث أخبار التحكيم الدولي على الواتس اب مجانا انضم للمجموعة الان