تعتبر المحاماة من أكثر القطاعات التي يحتاج روادها لإتقان مهارات التفاوض ,خصوصا في العالم العربي, فما هي اهم خطوات التفاوض. ولعل أهم ما يصعب دمجة هو المدير محامي يحاول التفاوض, حيث أن غالبية المديرين يركزون على الصورة الكبيرة والأهداف المستقبلية , أما المحامين يركزون على كسب القضية محل التفاوض, ولعل أجمل تشبيه في هذا الشأن قالة أحد خبراء التفاوض: المحامي ينظر إلى شجرة واحدة , أما المدير ينظر إلى الغابة كاملة, لذا فمن الممكن قطع بعض الأشجار لتحيا باقي الغابة

2023/11/12


تمر المفاوضات بعدة مراحل , في البداية تبدأ عملية تحليل الطرف الأخر وتحديد أهدافه , ودوافعه وإحتياجاته من المفاوضات, بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وهي محاولة الإقناع للطرفين وفي الغالب يحدث خلافات في هذه المرحلة , ثم تأتي بعد ذلك أخر مرحلة وهي الوصول إلى رأي , في هذه المرحلة يجب على الأطراف الوصول لراي مناسب لهما حتى وإن أتفقا على ألا يتفقا.

ويجب أن تضع في عين الاعتبار أن تمسكك الزائد برأيك قد لا يؤدي بك فقط إلى خسارة المفاوضات , بل قد يصل بك إلى خسارة الطرف الأخر

للاٍسف كثير من المحامين لا يملكون المهارات الكافية للتفاوض على الرغم من إعتقادهم الداخلي بالتفوق في إدارة عملية التفاوض, ولعل ما يعطيهم هذا الأحساس بالتفوق هو نجاحهم في أحد مراحل التفاوض التي تتعلق بجمع المعلومات وتكوين راي حول شئ ما وذلك بطبيعه عملهم, ولكن الحلقة الأضعف لديهم في مراحل التفاوض هي محاولة تخطي العقبات والسيناريوهات التي تؤدي بالتفاوض إلى طريق مسدود, في هذه المرحلة يحتاج المحامي إلى الأبداع والإبتكار أكثر من التمسك بالقوانين والحلول التقليدية وهذا ما يعيب المحامين في عمليات التفاوض حيث يتمسكون بالقوانين والقواعد بطريقة تبدو صحيحة ظاهريا , هذا التمسك والتشدد ينبع من إحساس داخلي للمحامي بمحاولة أثبات أن أمر ما على صواب أو خطأ , لذا يعد فهم ما هو التفاوض أهم خطوات تعلم أن تكون مفاوض محترف, فاذا كان مفهومك عن التفاوض هو أثبات أنك على حق فأعلم انك لن تكون مفاوض ناجح أبدا حتى وأن ربحت بعض عمليات التفاوض بهذه الطريقة, ولكن إذا كان مفهومك عن التفاوض مرن ومتجاوب مع المواقف المتغيرة دائما فهذا يعتبر مدخلك لعالم المفاوضين المحترفين فعمليات التفاوض لا تعنى الإنتقال بين الأبيض والأسود بل فيما بينهما من ألوان.

إن إدارة عمليات التفاوض أمر صعب للغاية عندما يتعلق الأمر بعلاقات شخصية أو شراكات , حيث يجب على المحامي المفاوض الوصول بالأطراف إلى فوز متبادل للطرفين, إما إذا تمت عملية التفاوض بغرض فوز أحد الأطراف وخسارة الآخر فهذا يعني قتل الثقة بين الطرفين وتفريقهما للأبد وهذا ليس دور المفاوض .

لإكتساب مهارات التفاوض والوساطة للمحامين أنضم للمشاركين في شهادة الوسيط المحترف