من بين أهم الكتب القانونية العملية الحديثة كتاب (How To Think Like A Lawyer – And Why) لأستاذة القانون Kim Wehle. تتبع الأستاذة كيم نهجاً مع طلابها يساعدهم على البدء في التفكير كمحامين
ومن بين المنهجيات المهمة التي تناولها الكتاب منهجية BICAT ، والتي تسمح للمحامين من خلالها بالتفكير في القضايا ودراستها بعناية شديدة قبل تقديم أي رأي قانوني
ليصلك كل ما يخص المحاماة عبر الواتس انضم لمجموعة مؤتمر المحاماة
ويتكون إطار منهجية B-I-C-A-T من خمس مراحل هي:
1. تفكيك المسألة:(Break The Problem Down) تقسيم المسألة القانونية المعقدة إلى عناصرها الأساسية والأكثر قابلية للإدارة.
2. تحديد القيمة والهدف (Identify Your Values and Your Aim): تحديد المصالح القانونية والنتيجة المرجوة من الحل المقترح.
3. جمع كمية كبيرة من المعرفة (Collect Lots Of Knowledge): تجميع وتقييم الأدلة القانونية ذات الصلة من التشريعات والسوابق القضائية والمصادر الأكاديمية.
4. تناول كل فكرة من جميع الجوانب (Argue Both Sides Of Each Point): تحليل وتقديم حجج قوية داعمة أومخالفة لكل تفسير محتمل للقانون والوقائع.
5. تحمل اختلاف الرأي والتضارب الداخلي (Tolerate the fact that people will :disagree with your choice—and that you might feel conflicted) قبول احتمال وجود وجهات نظر مخالفة ووجوب التعامل مع التضارب المحتمل بين تقييمك الخاص والموقف القانوني المرجح.
ولبيان كيفية الاستعانة بمنهجية B-I-C-A-T بشكلٍ عملي، طرحت الكاتبة مثالاً افتراضياً، مفاده انزلاق وسقوط أحد طلاب القانون في مسبح الفندق أثناء قضائه لعطلته الصيفية مما أسفر عن إصابته ونقله إلى غرفة الطوارئ بأحد المستشفيات، حيث تبين وجود كسر في كاحله. وهو لا يملك تأميناً صحياً، وقد كلفته زيارة المشفى 850 دولارًا، بما يشمل تكلفة العناية الطبية والأشعة السينية التي تم إجرائها. بالإضافة إلى ذلك، طُلب منه رؤية طبيب العظام في غضون أسبوع، مما يعني المزيد من الأشعة السينية و زيارات المتابعة. لذا فمن الممكن وصول قيمة فواتيره الطبية إلى حوالي 2500 دولار. علاوة على ذلك، إذا لم يلتئم الكاحل بشكلٍ صحيح، فقد يحتاج إلى علاج طبيعي أو حتى جراحة، لذا من المحتمل ارتفاع المبلغ بشكل كبير.
ويشعر الطالب المصاب بالقلق لقرب عودة الدراسة، وصعوبة التنقل يومياً ذهاباً وإياباً بقدمه المصابة، خاصة أنه يسكن في الطابق الثالث ولا يوجد مصعد. ولا يستطيع تأجيل الدراسة في الجامعة لأن هذا سيؤثر على منحته الدراسية. وتبدأ الكاتبة في حل هذه المعضلة بالاستعانة بمنهجية B-I-C-A-T ،
الخطوة الأولى
وتبدأ في الخطوة الأولى بتجزئة المسألة وتفكيكها إلى مكونات أصغر. ويظهر ذلك على النحو التالي:
- تعويض النفقات الطبية المباشرة: استرداد التكاليف المادية للرعاية الطبية التي تكبدها المدعي نتيجة الحادثة.
- تعويض الأضرار المعنوية : التعويض عن الآلام البدنية والنفسية والإزعاج الذي عانى منه المدعي.
- تقييم تأثير الإصابة على ممارسة العمل: إذا كانت الإصابة قد أثرت على قدرة المدعي على الدراسة أو مزاولة مهنة المحاماة بشكلٍ طبيعي.
- أتعاب المحاماة: استرداد النفقات المتعلقة بتوكيل محامٍ للدفاع عن القضية.
- تقييم فرص النجاح: تقييم احتمالية فوز المدعي بالقضية بناءً على الأدلة والمبادئ القانونية.
الخطوة الثانية: تحديد القيمة والهدف
وأعربت الكاتبة عن أهمية هذه الخطوة، لما قد يكون لعملية التقاضي من أثر على المسار الدراسي للطالب محل المثال، حتى لو أدت في النهاية إلى حصوله على تعويض مالي. وفيما يلي قائمة بالقيم المحتملة:
- · العدالة والإنصاف: يشمل هذا السعي لنتيجة عادلة ومعاملة منصفة في القضية.
- · الأمان المالي: يشمل هذا تأمين الموارد المالية اللازمة لاستكمال تعليمه وتغطية أي نفقات طبية مرتبطة بإصابته.
- · العافية النفسية والجسدية: يشمل هذا حماية صحته العقلية والجسدية من الضغوط والتوترات المرتبطة بالتقاضي.
- · الفعالية: يشمل هذا إيجاد الحل الأكثر كفاءة وسرعة لحل النزاع مع المدعى عليه.
- · الالتزام بأهدافه التعليمية: يشمل هذا الحفاظ على تركيز على استكمال دراسته والحصول على شهادته القانونية.
وتكمن الخطوة الثالثة في جمع الكثير من المعلومات
سواءً المتعلقة بالوقائع أو بالقانون. فمن الخلال الطبيب يمكنه الحصول عن معلومات حول إصابته والآثار طويلة الأجل لها. كما يمكنه التواصل مع إدارة الجامعة لمعرفة نوع المساعدة المتاحة له في حالة عدم قدرته على الحركة بالكامل خلال الأسابيع الأولى من الدراسة.
وبالنسبة للقانون الذي يحكم قضيته ضد الفندق، يمكنه البحث عن محامٍ كفء من خلال التواصل مع شبكته الشخصية والمهنية أو من خلال البحث على الإنترنت. كما يجب عليه الاهتمام بقراءة البنود المكتوبة بخط صغير في أي مستندات كان قد وقعها عند إجراء الحجز والإقامة في الفندق؛ فقد تحتوي على شروط تتعلق بمسؤولية الفندق وكيفية التعامل مع المطالبات، إذ غالباً ما تضم العقود أحكام تتعلق بكيفية حل النزاعات التي قد تنشأ عنها سواء عن طريق التقاضي أو حتى الوساطة أو التحكيم. أخيرًا، يمكنه سؤال أي شخص آخر يعرفه قد تواجد في ذلك الفندق في تاريخ حدوث الإصابة لطلب صور أو معلومات أخرى حول حالة المسبح.
الخطوة الرابعة في وضع تصور لحجج كلا الجانبين
لكل نقطة واردة تمت دراستها في القضية بموجب الخطوة الأولى. وبالنسبة لهذه الخطوة، فقد ارتأت الكاتبة أن السؤال الجوهري هنا هو ما إذا كان المدعي سيتخذ بالفعل نوعًا من الإجراءات الرسمية ضد الفندق أم سيؤثر الصمت. فهناك عدة قرارات يتعين على المحامي اتخاذها قبل رفع دعوى قضائية، بما يشمل مكان رفعها لتحديد القانون الولاية واجب التطبيق على النزاع. إذ لابد من معرفة الفروق الدقيقة بين قانون كل ولاية لمعرفة الإجراء المتخذ بناءً على ذلك.
فعدم اتخاذ أي إجراء، سيعني عمليًا أن الفندق سيفلت من العقاب في حال كان بالفعل مقصراً في اتخاذ تدابير السلامة اللازمة للنزلاء، مما قد يضر بآخرين في المستقبل. بالإضافة إلى كون الطالب المصاب سيتحمل الآثار المادية والمعنوية لإصابته دون الحصول على أي تعويضات.
الخطوة الخامسة،
تفترض الكاتبة أن الطالب المصاب اختار عدم مقاضاة الفندق، وبدلاً من ذلك قرر الاستعانة بمحامٍ لكتابة خطاب رسمي للفندق يطالبهم فيه بتعويضه عن تكاليفه الطبية في مقابل عدم مقاضاتهم. في هذه الحالة قد لا يستجيب الفندق مما يزيد من تكاليفه المادية بسبب تحمله لأتعاب المحاماة دون أي عائد.
وتقرر الكاتبة أنه أيًا كان ما سيختاره الطالب، لكن بعد اجتيازه كامل إطار عمل B-I-C-A-T، سيكون مرضياً له لأنه قد تحرى المسألة بدقة شديدة بغض النظر عن النتيجة.
وفي الأخير، تنصح الكاتبة المحامين وغير المحامين بالتدرب على حل المسائل القانونية والحياتية من خلال منهجية B-I-C-A-T لأنه كما هو الحال مع طلاب القانون، كلما مارست الأمر أكثر، كلما أصبح طبيعياً بالنسبة لك.
ومن خلال ممارسة فن المحاماة الذي يكشف عن الفروق الدقيقة في وجهات النظر المختلفة، وليس فقط وجهة النظر الفردية تؤمن الكاتبة أنه يمكن للمجتمع أن يتقارب أكثر شيئًا فشيئًا.
ليصلك كل ما يخص المحاماة عبر الواتس انضم لمجموعة مؤتمر المحاماة