المحاماة في عصر الذكاء الاصطناعي: التحديات، الحلول، والتوصيات 2024
2024/09/25

شهدت الخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT، انتشارًا واسعًا بين جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك المهن القانونية. والتساؤل المطروح حالياً هو كيف ينبغي للمجتمع أن يحكم الذكاء الاصطناعي من خلال القانون؟ فلم يعد هذا الموضوع تكميلياً، بل أصبح في صلب اهتمام المهنة القانونية والحكومات حول العالم.

بتاريخ سبتمبر ٢٠٢٤، وفي ضوء هذه التطورات، وبناءً على تفويضها لدعم المحامين في تطوير وتحسين خدماتهم وحماية سيادة القانون، قامت نقابة المحامين الدولية (IBA) بالتعاون مع مركز السياسات الرقمية والذكاء الاصطناعي بإصدار هذا التقرير بهدف دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي (AI) على مهنة المحاماة وتقديم إرشادات حول كيفية استجابة المهنة للتحديات والفرص التي يوفرها هذا التطور التكنولوجي.

تبني الذكاء الاصطناعي

وجدت نقابة المحامين الدولية أن هناك تبنيًا واسعًا للذكاء الاصطناعي في مهنة المحاماة، مع وجود اختلافات إقليمية حسب حجم مكاتب وشركات المحاماة. فكلما كانت الشركة أكبر، زادت قدرتها على التكامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل وأكثر تقدمًا؛ حيث تستخدم الشركات الكبيرة الذكاء الاصطناعي ليس فقط في الأعمال الإدارية الداخلية، بل أيضًا في البحث القانوني وتجميع المستندات وصياغة العقود وإجراء الفحص النافي للجهالة، مدعومة بنماذج لغوية كبيرة وخدمات الذكاء الاصطناعي.

تحديات حوكمة الذكاء الاصطناعي

رغم الانتشار الواسع لاستخدام الذكاء الاصطناعي، تظل حوكمة البيانات والأمن والملكية الفكرية والخصوصية من التحديات الرئيسية. تواجه الشركات الصغيرة تحديات أكبر في هذا المجال نظرًا لنقص السياسات والموارد. وهو ما يضعها في موقف غير مريح أمام الشركات الكبرى التي تمتلك الموارد والسياسات للتعامل مع تلك التحديات بشكل فعال.

التأثير على هيكلة الشركات والتوظيف

من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على هيكلة شركات المحاماة ونماذج التوظيف. من المتوقع أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى تحولات في نماذج العمل، مثل التوجه نحو الرسوم الثابتة أو الرسوم المستندة إلى القيمة، وتغيير سياسات التوظيف لتشمل المحامين المتمكنين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

التدريب والمهارات

التدريب هو أولوية رئيسية في سياق الذكاء الاصطناعي؛ حيث تحتاج الشركات إلى تدريب مكثف للتغلب على المخاوف المتعلقة بالثقة، وتقليل المخاطر، واستغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي. كما يجب على الشركات الاستمرار في تدريب المحامين الصغار على المهام التي قد يتم تنفيذها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لضمان اكتسابهم الخبرة اللازمة للوصول إلى المناصب العليا.

التوصيات الأساسية لنقابة المحامين الدولية (IBA):

تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي: ينبغي تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي مع تقديم دعم خاص للشركات الصغيرة. كما يجب تطوير برامج وموارد تساعد هذه الشركات على تبني هذه التكنولوجيا.

تحسين حوكمة الذكاء الاصطناعي: من الضروري تطوير سياسات حوكمة الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الأمان وحوكمة البيانات وحماية الملكية الفكرية. وعلى شركات المحاماة تبني سياسات تتماشى مع هذه التوجيهات لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل قانوني ومسؤول.

تسهيل التدريب على استخدام الذكاء الاصطناعي: يجب تطوير برامج تدريبية تركز على تعزيز مهارات المحامين في مجال الذكاء الاصطناعي. ويجب أن تعمل هذه البرامج على بناء الثقة في التكنولوجيا وتوفير إرشادات عملية لاستخدام أدواتها.

تحديث الإرشادات الأخلاقية: يجب تحديث المبادئ الأخلاقية لتعكس الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في المحاماة، بما في ذلك الإشراف على الأدوات والتأكد من أن العمل القانوني المقدم بواسطة الذكاء الاصطناعي يلتزم بالمعايير الأخلاقية.

خاتمة

يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة لتعزيز الكفاءة في مهنة المحاماة وتقديم خدمات قانونية متميزة. ولكن، لضمان الاستفادة الكاملة من هذه التقنية، يتعين تبني استراتيجيات تدريبية فعالة، وتحديث المبادئ الأخلاقية، وتعزيز الحوكمة. يلعب التعاون الدولي وتبادل المعرفة دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في المهنة القانونية.

لتحميل الدليل